حدوث الزلزالين في المنطقة ما بين تركيا والحدود السورية التركيّة وظهور مصطلحات جديدة يتحدث الإعلام عنها بكثرة خلق لدينا الكثير من التساؤلات والعلامات المبهمة عنها، ولعل أكثر ما تكرر على سمعنا هو مصطلح الصفائح التكتونيّة والتي بسبب تحرّكها أو انزياحها حدث ما حدث.
سنتحدّث قليلاً عن طبيعة الصفائح التكتونيّة وأنواعها لعلنا نملئ فراغ المعرفة عنها لديكم.
من ماذا تتكون الصفائح التكتونية؟
تتكون الصفائح التكتونية من القشرة الأرضية وهي الطبقة الخارجية الصلبة والصلبة نسبيًا من الأرض. وتنقسم القشرة الأرضية إلى صفائح تكتونيّة تتحرّك ببطء على سطح الأرض. ويتألف الغلاف الصخري للصفائح التكتونية من الصخور النّارية والصخور الرسوبية والصخور المتحولة بالحرارة والضغط.
يختلف سمك الصفائح التكتونية بشكل كبير، ففي بعض المناطق يبلغ سمكها حوالي 5 كيلومترات، في حين يمكن أن يصل إلى 100 كيلومتر في بعض المناطق الأخرى. وتختلف تركيبة الصفائح التكتونية أيضًا حسب المنطقة والعوامل الجيولوجية المحيطة بها.
الصفائح التكتونية عبارة عن شظايا من الغلاف الصخري، تتكون من الجزء العلوي من الوشاح العلوي وقشرة الأرض، والتي تشاهد كطبقة قوية وباردة وصلبة نسبياً.
طبيعة الصفائح (الشرائح) التكتونية
صفائح في الغلاف الصخري هي أرفع الصفائح في طبقة المحيطات. تتراوح سماكتها بين بضعة كيلومترات في التلال التي تتوسط المحيط وقد تصل إلى ما يزيد عن 100 كيلومتر في قاع المحيط. وعلى النقيض من ذلك، يتراوح سمك الغلاف الصخري القاري عادةً بين 100 و 150 كيلومتراً، على الرغم من أنه يمكن أن يصل إلى 250 كيلومتراً. في الأجزاء القديمة من القارات.
تحت الغلاف الصخري، توجد منطقة مطيلة جداً من الوشاح، تُعرف باسم الغلاف الموري، حيث تكون درجة الحرارة والضّغط عالية جداً لدرجة أن الصخور في حالة منصهرة (اللافا)، في هذا الغلاف الموري، “تنزلق” الصفائح التكتونية.
يُعتقد حالياً أن الصّفائح يتم إزاحتها نتيجة لتدفق الحمل الحراري (مجتمعة، بشكل رأسي أو أفقي) في الوشاح. هذا التدفق، مدفوعاً بالاختلافات في درجات الحرارة (ومن ثم كثافة المواد)، يقود صفائح الغلاف الصخري، ويولد بشكل غير مباشر تكوين سلاسل الجبال بالإضافة إلى النشاط البركاني (بشكل مباشر أو غير مباشر) والنشاط الزلزالي في جميع أنحاء الكوكب.
كما أنه أيضاُ، يعتقد بعض العلماء أن أعمدة الصخور الفائقة التي تشكل التدفق العلوي للحركة الحِمليّة تتولّد عند حدود الوشاح الأساسي (حيث تكون درجة الحرارة في أعلى مستوياتها وتكون الكثافة بالتالي أقل) وترتفع ببطء إلى السطح.
الجزء الأفقي من التدفّق هو الجزء الذي يسحب الصفائح مسبّبة تصادمها أو انفصالها، وفي النهاية يضاف أنه من المحتمل أن تتزامن حواف الصفائح المتقاربة (حيث تنغمس الصفائح الباردة والكثيفة للغلاف الصخري) مع تدفق هابط في الوشاح لتوزيع الصفائح.
ماهي الصفائح (الشرائح) التكتونية الرئيسية؟
الصفائح الرئيسية والأكبر هي:
- صفيحة أو لوحات أمريكا الشمالية
- صفيحة أمريكا الجنوبية
- صفيحة المحيط الهادئ
- الصفيحة الأفريقية
- الصفيحة الأوراسية
- الصفيحة الأسترالية
- الصفيحة القطبية الجنوبية
والألواح متوسطة الحجم هي:
- أطباق الكاريبي
- وكوكوس
- ونزكا
- والفلبين
- والعربية
- وسكوتيا
- وخوان دي فوكا
تقع كوستاريكا وأمريكا الوسطى على لوحة البحر الكاريبي، حيث يتسبب اندساس صفيحة كوكوس تحت صفيحة البحر الكاريبي في ارتفاع النشاط الزلزالي والبركاني في البلاد.
ماذا ينتج عن حركة الصفائح الاكترونية؟
تنتج حركة الصفائح التكتونيّة العديد من الظواهر الجيولوجية والمخيفة. فعلى سبيل المثال، يمكن أن تسبب هذه الحركة الزلازل والبراكين وحدوث تصدعات في القشرة الأرضية وتحرّكات في الجبال والأراضي.
كما يمكن أن تؤثّر حركة الصفائح التكتونية على المناخ والبيئة، حيث يمكن أن تسبّب تغيّرات في التضاريس وتدفّق الحرارة من الداخل إلى الخارج.
يمكن أن تؤدّي حركة هذه الصفائح التكتونية أيضًا إلى تكوين المعادن والمواد الأساسيّة مثل الذهب والفضة والنحاس والحديد، حيث أن لحركتها داخل في القشرة الأرضية دور في ترسيب المعادن وتكون الأدراج المعدنيّة.
بالإضافة إلى حدوث فروق في الضغط والحرارة داخل الأرض، الأمر الذي يعتبراً عاملاً أساسيّاً في تكوين المعادن النفيسة.
من هو صاحب نظريّة الصفائح التكتونية؟
صاحب نظريّة الصفائح التكتونيّة هو عالم الجيولوجيا الأمريكي ألفرد ويجنر، الذي قدّم هذه النظرية في عام 1912. تقوم هذه النظرية على فرضية أن القشرة الأرضية مكونة من عدة صفائح تتحرّك على سطح الأرض، وتتعامل هذه الصفائح مع بعضها البعض في حدود تسمّى الحدود الليثوسفيرية.
وقد أثبتت هذه النّظرية صحّتها وأدّت إلى فهم أفضل لعمليّات التصدّع والزلازل والبراكين وتشكيل الجبال والقارات.
ما هي الأدوات التي يستخدمها العلماء لدراسة الصفائح التكتونية؟
يقوم العلماء باستخدام العديد من الأدوات والتقنيّات المختلفة لدراسة الصفائح التكتونية وحركاتها، ومن بين هذه الأدوات:
- محطات الرصد الزلزالي: حيث يتم استخدام أجهزة الزلزال لتحديد موقع وشدة الزلازل وتحديد مسار حركة الصفائح.
- أدوات الاستشعار عن بعد: مثل الأقمار الصناعية والرادار والليزر والأشعة تحت الحمراء وغيرها، والتي تساعد على رصد التغيرات في القشرة الأرضية والتضاريس وتحديد حركة الصفائح.
- الطلمبات الحرارية: وهي أدوات تستخدم لقياس درجة حرارة الماء في الأعماق البحرية، والتي يمكن استخدامها لتحديد حركة الصفائح.
- الأقمار الصناعية الجيوستاتيكية: والتي تستخدم لتحديد تغيرات الارتفاعات في السطح الأرضي وتحديد حركة الصفائح.
- الغواصات الغوغائية: والتي تستخدم لجمع عينات من الصخور والرمال والماء في المحيطات، والتي يمكن استخدامها لتحديد التغييرات الجيولوجية في الأعماق البحرية وتحديد حركة الصفائح.
- الطائرات المسيرة: والتي يمكن استخدامها لتصوير السطح الأرضي وتحديد التضاريس وتحركات الصفائح.
تستخدم هذه الأدوات والتقنيات بشكل متكامل لدراسة حركة الصفائح التكتونية والتغيرات الجيولوجية والأحداث الطبيعية الأخرى التي تترتب على هذه الحركة.
تأثير حركة الصفائح التكتونية على الحياة البحرية
حركة الصفائح التكتونية قد تؤثّر بشكل كبير على الحياة البحرية. فعندما تحدث حركة الصفائح التكتونية، يمكن أن تحدث زلازل وانهيارات أرضية في قاع البحر، مما يؤدي إلى اضطرابات في المياه وتكون موجات تسونامي قوية. وهذه التسوناميات يمكن أن تسبب تغيرات في مستويات المياه البحرية وتؤثر على الحياة البحرية على السطح وفي العمق.
وتؤثر حركة الصفائح التكتونية أيضًا على تكوين الأرخبيلات والجزر، حيث يمكن لتحرّكات الصّفائح أن تتسبّب بارتفاع أو انخفاض في مستويات المياه وتغيّر الساحل ومسارات التيّارات البحريّة، مما يؤثّر على التنوّع الحيوي والأنواع البحريّة الموجودة في المنطقة.
وتؤثّر حركة الصفائح التكتونيّة أيضًا على النشاط البركاني في الأعماق البحريّة، حيث يمكن لتحرّكات الصفائح أن تؤدّي إلى تحرر الغازات البركانية والمواد الصلبة والسائلة الحارة الموجودة في باطن الأرض، مما يؤدي إلى تأثير على المياه البحرية والحياة البحرية الموجودة فيها.
باختصار، تعتبر الصفائح التكتونية عنصرًا حيويًا في تشكيل الطبيعة وتحديد ملامح سطح الأرض. فهي تتحرك ببطء وتتفاعل مع بعضها البعض لتسبب العديد من الظواهر الجيولوجية الفريدة مثل الزلازل والبراكين وتكوين الجبال والأرخبيلات.
كما تؤثر حركة الصفائح التكتونية على البيئة والحياة البحرية وتشكل موارد معدنية ثمينة. ومع تزايد فهمنا للعمليات الجيولوجية، يمكن أن تلعب الصفائح التكتونية دورًا أكبر في توقع الزلازل والتنبؤ بالكوارث الطبيعية الأخرى.
لذلك، فإن دراسة الصفائح التكتونية وحركاتها تبقى موضوعًا مهمّاً للعلماء والجيولوجيين والباحثين في مجالات عدّة.