كأيّ علاج طبيّ آخر له أعراضه، للحجامة أيضاً أثار جانبيّة تأتي فيما بعد الانتهاء منها ومن هذه الآثار تعب وصداع ما بعد الحجامة.
تعتبر الحجامة علاجاً قديماً وكانت تستخدم في الاستشفاء في العديد من الأمراض، وقد اعتمدت الحجامة عنصراً أساسيّاً في سلّة العلاجات الطبيّة لدى بعض الحضارات القديمة مثل الحضارة الصينيّة والمصرية.
واستمر التداوي بها حتى يومنا هذه لما فيها من أثر جيّد على الصحة العامة والمساهمة في الحدّ والتّخفيف من أعراض حالات مرضيّة عديدة، وقد أوصى بها نبيّنا محمّد وحثّنا على المواظبة على القيام بها بين حين وآخر، اعتبرها الفقهاء دواء نبويّ وسنّة مستحبّة.
فوائد الحجامة كثيرة منها ما أثبتته الدّراسات و منها ما يتعارف عليه في الطب البديل بالخبرة والتجربة، ويتبعها أحيانا بعض الأعراض الشائعة ومنها الشعور المفاجئ بالتّعب والصداع.
ما هو سبب التّعب والخمول بعد الحجامة:
يرجع ظهور التّعب والصّداع بعد الحجامة إلى أسباب كثيرة بحسب كلّ حالة، أهمّها:
1-فقر الدّم: أثناء القيام بالحجامة سيخرج من الجسم كميّة من الدّم الفاسد أو الرّاكد وهو أمر صحّي لمساهمته في تحسين الدّورة الدمويّة، ولكنّه يبقى نقصاً في الدّم، ففي حالات مرضى الأنيميا سيشعرون بدوار يؤد ووهن عام لخسارتهم هذا القدر من الدّم والّذين أساساً يعانون من نقصه.
“ننصح مرضى الأنيميا عدم القيام بالحجامة”.
2-التوتّر والخوف: غالباً الّذين يقومون بالحجامة لأوّل مرّة هم الأكثر عرضة للشّعور بالتّعب والخمول بسبب الخوف والقلق الّلذين يعانون منه فينعكس عليهم بألم مضاعف يشعرون به يصبح في هذه الحالات.
3-انخفاض ضغط الدّم: بعض المرضى أو الخاضعين للحجامة يحدث عندهم انخفاض مفاجئ في ضغط الدّم و ذلك بحسب طبيعة الجسم أو الكميّة الخارجة من الدّم وتوقيت الحجامة، هذا الأمر يتبعه شعور بالتّعب عادة وضعف في الحركة.
4-خروج السّموم من الجسم: يعتبر التّعب والصداع المصاحب لطرد الشوائب والسموم من الجسم مؤشراً جيداً، فبعد عمليّة الحجامة يبادر الجّسم للعمل على تعويض الفاقد من الدّم وينشط الجّهاز المناعي؛ الأمر الّذي يستهلك قدر من الطّاقة وبالتّالي حدوث إجهاد غير مرغوب.
5-الإصابة الروحيّة: يذكر أنه للحجامة أثر في الشفاء من السّحر والمسّ بحسب الكلام من بعض المختصّين والعلماء، وبعد إبطال مفعول أحدهما يصاحبه فتور وتشنّجات في سائر الجّسد.
6-توسع الأوعية الدموية: أثناء عملية الحجامة الرطبة وخروج الدم الراكد؛ يتدفّق الدّم بشكل كبير لتحسّن حركته فيحدث نشاطاً بسيطاً على الأوعية الدّموية مما يؤدّي لتوسّعها، هذا التوسّع ينتج عنه ضغطاً في نهايات الأعصاب ولا سيما في الرأس وبالتالي صداع.
لا يستمر هذا الصداع لفترة طويلة، ويذهب أثره بعد عدة ساعات فقط.
هنالك العديد من الأعراض الجانبيّة الأخرى للحجامة قد يظهر بعضها أثراً يمكن أن يساعد في ظهور أعرض التّعب والصّداع على متلقّي علاج الحجامة ومنها:
– الشّعور بالدّوار المصحوب بوهن عام.
– خروج الغازات.
– ظهور بعض الآلام في أسفل الظهر.
– زيادة التبوّل وإسهال في بعض الحالات.
– حالات إغماء في حالة مرضى الأنيميا وانخفاض الدّم المفاجئ.
– برودة في نهايات الأطراف يرافقها شعور بالرّعشة.
نصائح لتجنّب الشّعور بالتّعب والصّداع بعد الحجامة:
1-تناول وجبة صغيرة مغذّية من العسل وعصير الفراولة الطّازج.
2- نيل قسط كافٍ من الرّاحة وعدم القيام بأيّ أعمال تتطلّب جهداً.
3- الابتعاد عن الأطعمة الثّقيلة لأنها تشغل الجهاز الهضميّ والعصبي وتستهلك قدر كبير من الطّاقة أثناء عمليّة الهضم.
4- تجنّب إقامة علاقة زوجيّة في اليومين التّاليين للحجامة.
5- عدم التعرّض للحرّ أو البرد الشّديدين.
– في حال استمرّ الشّعور بالتّعب والصداع لفترة تزيد عن (24) ساعة ننصح بزيارتنا أو طلب الاستشارة للوقوف على الحالة واتّخاد التّدابير المناسبة.
* الحجامة هي علاج مكمّل ولكنّه تظهر فعاليّة ملموسة، وأثراً طيّباً في الحالات الوقائيّة وننصح بالقيام بها بشكل دوريّ. يوجد العديد من الأخصائيين المرخصين من قبل وزارات الصحة في مختلف البلاد، وبعضهم الآخر الذي ورثها كمهنة من أنواع الطب العربي، ننصح باستشارتهم لتحديد الموعد والظرف المناسب لصحتك للقيام بالحجامة.