يعتبر العام الفائت من أبرز الأعوام الأخيرة من حيث التغيرات الاقتصادية والتحولات الجوهرية في القطاع التجاري العالمي. إلا أنه رغم كل ما حدث، فقد لوحظ نشاطاً متزايداً في عدد من القطاعات الأكثر نمواً في 2022.
تأثرت معظم القطاعات تأثراً واضحاً بينما نما البعض ولا سيما خدمات التوصيل المنزلي والصحي وما يتبعها، سنشرح لكم أبرزها بالأرقام.
القطاعات الأكثر نمواً في 2022 بالأرقام والإحصائيات
كانت القطاعات الأكثر نمواً في الربع الأخير من عام 2022 هي الخدمات الترفيهية والثقافية والرياضية. وأيضاً الخدمات للشركات؛ وخدمات الإقامة المؤقتة. بلغت معدلات نموها 40.5٪ و10٪ و9.6٪ على التوالي مقارنة بالربع الرابع من عام 2021.
وأكد في بيان أن المعدلات الثلاثة كانت أعلى بكثير من المستوى العالمي البالغ 3.7٪. من جانبها، تقدمت المصنوعات بمعدل سنوي قدره 4.2٪ ونما 15 نشاطاً آخر أيضاً في المقارنة السنوية، بمعدلات تتراوح بين 0.2٪ و7.6٪,
من ناحية أخرى، انخفض الناتج المحلي الإجمالي في قطاعين خلال العام الماضي؛ كانت حالات خدمات دعم الأعمال (-18.6٪) والخدمات المهنية (-1.1٪). وبهذا الأداء في نهاية العام الماضي، تعكس قطاعات النشاط الاقتصادي ديناميكيات نمو مختلفة مقارنة بالعقد الماضي.
بناءً على متوسط معدل النمو السنوي الذي سجله كل قطاع خلال الفترة 2013-2022، يمكن التمييز بين أربعة مسارات للنمو في النشاط الاقتصادي للدولة.
وبالمثل، تميزت أربعة من القطاعات الاقتصادية العشرين بكونها ديناميكية للغاية على مدى العقد الماضي، وهي:
- وسائل الإعلام
- الخدمات الترفيهية
- الإقامة والتمويل
نمت هذه الأنشطة بمتوسط معدلات سنوية تزيد عن 6٪، وهي أعلى بكثير من المعدل للاقتصاد العالمي في الفترة المذكورة (1.5٪).
أظهرت 8 أنشطة اقتصادية أخرى أداءً جيداً، من الناحية النسبية، طوال العقد الماضي. وقد نمت هذه القطاعات بمعدل أسرع من المتوسط العالمي، وإن كانت أقل سرعة مقارنة بالقطاعات الأربعة المذكورة أعلاه، ولهذا السبب تتميز بأنها ديناميكية.
ضمن هذه المجموعة هي:
- خدمات الشركات
- وسائل النقل تجارة الجملة
- التصنيع
يتركز 60 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي في هذه الأنشطة.
استمرت أربعة أنشطة اقتصادية أخرى في الدولة -الخدمات الصحية والتعليم والأنشطة الحكومية وغيرها من الخدمات -في النمو. على الرغم من أنها حققت ذلك بوتيرة متواضعة، أبطأ مما لوحظ على المستوى العالمي. في نهاية عام 2022، تم توليد 12٪ من الناتج المحلي الإجمالي في هذه الأنشطة.
القطاعات المتوقع نموها خلال العام الجاري 2023
- تشهد العديد من القطاعات اليوم ثورة لم يسبق لها أن حدثت من قبل، وأهمها القطاع التكنولوجي المعلوماتي. والحديث الآن يتركز على الذكاء الاصطناعي ودخوله على الكثير من الاختصاصات وتسهيلها، وتقويضها في اختصاصات أخرى. بالإضافة إلى الإقبال الكبير عليها لما تحققه من فائدة كبيرة على الحياة العملية والاجتماعية.
- بالإضافة إلى قطاع التجارة الالكترونية بالتحديد عن غيرها من التجارات، باتت ثقافة الشراء عبر الانترنت أوسع انتشاراً وأسهل بالطبع. ومع الكثير من عمليات الشراء والخبرة المكتسبة للشركات في هذا المجال ونشر القيود التي تضمن حق كل من البائع والمشتري؛ أصبحت آمنة أكثر أيضاً.
- يأتي أخيراً القطاع الذي يستمر بالنمو من بداية التسعينيات بغض النظر عن كل ما يحدث مهما كان أو يكون؛ قطاع الاتصالات. بدونه كل ما سبق لا يمكن أن يكون له وجود أو أنه سيكون أبطأ بمعدل مرة للألف لكل عملية تحدث بدون مبالغة. ظهرت الكثير من الشركات الجديدة التي تقدم خدمات الاتصالات بشكل أوسع وشبكات الجيل الجديد LTE و4G و5G وتنشط بشكل أكبر بوتيرة متصاعدة. على الرغم من أن معظمها حكومي إلا أن شركت تسلا استطاعت كشركة خاصة أن تضع موطأ قدم كبير لها بينهم.
أخيراً، تميزت أربعة قطاعات بأدائها السلبي على مدى السنوات العشر الماضية، كتوليد وتوزيع الكهرباء والغاز والمياه، البناء والتعدين. ولم تنمو خدمات دعم الأعمال عملياً منذ عام 2013، مع معدلات نمو سنوية سلبية في المتوسط، مما يعني أنها كانت قطاعات متخلفة.
كما أن تغير الأقطاب العالمية المسيطرة ودخول أعضاء جديدة لها ولّد مفاهيم جديدة للاقتصاد أجبرت الجميع على وضع خطط عصرية وملائمة لهذا التحول الكبير الحاصل مؤخراً على الصعيد العالمي.